ابكي..
التنهيدات حرقت صدري من حرارتها.. وتميت أقول :
سالم...سامحني يا خوي.. سامحني لأني قتلتك.. أنا مجرم يا حبيبي...
نش.. وخذ مني القصاص.. بس لا تموت..
حطيت راسي على ايده وأنا أبكي.. صوت..
أسمع صوت..
منو...؟!! معقول ... صوت سالم..ولا.....؟!!!!
رفعت راسي إلا هو صوت أمي وهي تهمس.. وطالعتني وقالت:
شو بلاك يالغالي...؟!! ما يسد أخوك..؟!! لا تسوي بعمرك جذيه....؟!!
طالعتها وماقدرت أحبس ادموعي.. وقلت :
لكن يا يمه..؟!! قلبي يعورني..
سلامت قلبك ياقلب أمك.. تعال.. وحط راسك على صدري ونام..
قمت من الكرسي وتوجهت لصوب أمي.. وهي كانت فارشة لها فراش عالأرض... حطيت راسي على فخذها.. وهي بدأت تمسح على راسي وتقرأ القرآن.. إلين مانمت..
في صباح اليوم الثاني..
نشيت على صوت الزقاريد.. سالم نش يا محمد.. هذا كان أول صوت أسمعه.. كان صوت الوالدة..
أخوك حي رد..للحياة.. يا محمد ..
من كثر الصدمة.. حسيت أن ريولي ياهن شلل...عجزت اتحرك..
ويالله يالله إلين مااقتربت منه وأنا أحبي على ركبي لأن ريولي مارامت أنها تشيلني..
طالعني سالم وهو يبتسم وحط ايده على راسي وقال: شو بلاك يا شيخ..؟!!
وش له يالس تصيح..؟!! أنا بخير.. ومافيني إلا العافية..
كان سالم يجر صوته كأنه من بير ...
عجزت أقول أي شيء..إلا.. سامحني وأنا أخوك..
طالعني وعقبها وجهه كلامه لأمي وأبوي.. وقال..
أطلب منكم طلب..؟!!
أبوي طالع عليه..
تآمر أمر وأنا بو سالم..؟!!
أبيكم تظهرون شوي برع الغرفة.. وخلوني مع محمد لوحدنا..
أمي وأبوي...تبادلوا نظرات الاستغراب..
رد عليه أبوي :
مو مشكلة.. يالله يا أم سالم.. خليهم شوي..مع بعض..
وتوجهوا خارج الغرفة.. وتركوني مع سالم..
سمعت سالم.. يتنهد من الوجع وعقبها قال :
محمد... أرفع راسك وأنا أخوك... الرياييل ما يوطون راسهم أبد...
ماقدرت أتكلم.. بديت اصيح وأبكي واللي عجزت أني أظهره من خاطري ظهرته كطفل جدام أخوي..
بعدها حاولت أستجمع قوتي وقلتله :
أنا آسف يا عوني.. يا سند العايلة.. عماني الشيطان.. وكنت بقتلك بسبب حقدي عليك..
رد سالم وهو يحاول يهديني..
بس يا محمد.. اللي صار قضاء وقدر.. وأنت أخوي مو عدوي مستحيل تضرني بشي.. يسد أنك وقفت معاي وأنت اللي أسعفتني..
أشلون أرد عليه ..؟!! شو أقوله..؟!! حتى في هذي كنت نذل..؟!! شو أقولك يا سالم..؟!! أني تركتك ورحت علشان ما أسعفك..؟!! شو أقول...؟!!
طالعته وأنا خجلان.. والدموع غارقة عيوني الوارمة من كثر البكاء والسهر.. وقلتله :
سالم مو أنا... اللي أسعفتك.. ريال ثـــــ....
قاطعني.. وقال :
أنت ولا غيرك... المهم أطلع من السالفة لأن الشرطة بعدين بتيي علشان تحقق بالحادث.. سمعت.. سو عمرك ماعندك خبر..
لا يا سالم.. أنا أستاهل العقاب..
ماعليه يا محمد بتتعاقب.. بس مو على ايد الشرطة.. أنا عقب ماخف.. واستوي بخير أن شاء الله بعرف أشلون أعاقبك.. انزين..؟!!
لكـــــن....؟!!
قاطعني وقال وهو يترجى..
بس أوعدني تنفذ عقابي..؟!! ولا بسلمك للشرطة..؟!! وأول ما كان يريد يضحك بدا يكح..
رديت عليه وبسرعة حتى بدون تفكير :
سلامتك..سلامتك.. ياخوي..خلاص أنا موافق..بس لا تتعب نفسك..
وبعد دقايق دشوا الأهل للغرفة وأخواني وأخواتي اتيمعوا مستانين ومر اليوم على خير..
وصباح اليوم الثاني.. بدت الشرطة تحقق بالحادث...وأنا نزلت منها..
ولا كأني أنا المجرم..
كنت بذبحك يا سالم.. لكنك أنت من أنقذني ، وأنقذت مستقبلي..
مرة الأيام وأسبوع يجر أسبوع إلين منقضى شهرين.. وأنا كنت ملازم..
أخوي مثل ظله..
المهم بدت الكسور تتعافى والنزيف توقف والحمدلله..
رجعت الدوام.. أما أخوي سالم... فكان أمر من الدكتور أنه يرتاح لمدة ثلاث أو أربعة أشهر.. وظهر أخوي من المستشفى
وفي يوم من الأيام.. كنت داش الغرفة...
لقيت أخوي سالم.. يالس يترياني..
وقال بلهجة كلها شك :
وين كنت يامحمد..؟!! ليش تأخرت..؟!!
رديت عليه بعد تردد لأني أعرفه مايداني رفيجي غازي :
كنت.. كنت..
كنت عند غازي..لــــ.........
وقف وهو معصب :
غازي هذا بيخربك يا خوي..
طالعته مثل اللي يــبي يهرب من اللي فيه.. وقلتله :
الله يخليك ياسالم.. فكنا من هالسالفة اللي فات مات..
حط ايده على خصره وقال بأسلوب مصخره:
لا ياشيخ.. تذكر يوم وعدتني بتنفيذ عقابي لك..؟!! ولا لأ..؟!!
طالعته وأوني أتنكر.. عن اللي قلته :
أذكر.. وشو علاقة العقاب بغازي..؟!!
أشر بصبعه وقال :
أقطع علاقتك.. بهالفاسد..
رديت بصوت متضايق.. ياخوي.. غازي عشرة عمر.. مو عشرة يوم وانساها..
نسيت أنه رفيجي من 15 سنة..؟!!
كلمني بطريقة كأن كلامي ما عايــبه :
مانسيت..لكن أنت اللي نسيت.. أنه يحبك لأنك ثريي مو علشان شي ثاني..
حطيت عيني بعينه :
سالم فكنا من هالسالفة الله يرحم والدينا ووالديك..
طالعني بنظرة كلها ثقة :
هذي ماهي بسالفة..هذا قرار وانتهى..تصبح على خير..
سالم..؟!!
قلت تصبح على خير..